بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه على آله و صحبه و سلم .
مصيبة الموت :
الترابط و التراحم و التواصل الذي نشاهده و نراه ، عند أهلنا شيء طيب و أمر مطلوب و محمود ... هذا الترابط و ذلك التراحم له العديد من المظاهر التي يتجلى فيها ، و لعل أبرز تلك المظاهر التي يتجلى فيها التراحم و التواصل التي تكون عند حدوث المصيبة ( لا قدر الله ) ، لا سيما عند حدوث مصيبة الموت ، و الموت بلا شك مصيبة ، و مصيبة كبرى و قد سمى الشارع الحكيم الموت بالمصيبة قال تعالى في سورة المائدة : ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدلٍ منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت ...... ) ، الآية رقم 106 ، و قال تعالى في سورة البقرة : ( الذين إذآ أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون ) ، الآية رقم 156 .
عند حدوث مصيبة الموت ترى كآفة الأهل و الأرحام و المعارف يسارعون إلى مواساة أهل الميت و الوقوف إلى جانبهم في هذه المصيبة التي حلت بهم ، ومن مظاهر هذه المواساة ، المشاركة في التشييع و اتباع الجنازة و محاولة تصبير أهل الميت و مواساتهم بالكلمة الطيبة و الموعظة الحسنة إلى غير ذلك من الأمور التي يتم بها مواساة أهل الميت أصحاب المصيبة .
لكن هناك بعض الأمور التي تصاحب هذه المصيبة ، و هذه الأمور قد تكون : عند تشييع الجثمان ، و قد تكون في المقابر ، و قد تكون في مجلس العزاء .... و هي أمور ينبغي التنبيه عليها لأنها من الخصال و الأفعال غير المحمودة و التي ينبغي على المسلم ، العاقل أن يتجنبها ...
من ذلك :
• في المقابر ترى البعض من الناس يتحدثون و بصوت مسموع في أمور الدنيا ، معرضين عن هذه الموعظة البليغة ، موعظة الموت و موعظة القبر ، الذي هو تحت التجهيز و الإعداد .... هذا خلاف المشروع و خلاف السنة فقد كان الرسول صلى الله عيه و سلم و الصحابة من حوله في مثل هذا الموقف يجلسون كأنما على رؤوسهم الطير ... بل قد ترى عندنا بعض الناس من فرط جهلهم يشعلون السجاير في المقابر .......!!!!!!!
• مظاهر التكلف التي يقع فيها أهل الميت و التي تتمثل في إعداد الطعام و الانشغال بإكرام الناس ، و ما يصاحب ذلك من مصاريف كثيرة يعجز عن الوفاء بتبعاتها في الغالب أهل الميت ، لأن العزاء له تكاليف كثيرة و متعددة ، و الانشغال بإعداد الطعام و إكرام الناس من قبل أهل الميت ، هذا الأمر خلاف السنة ، بل الواجب أن يصنع الغير من الناس الطعام لأهل الميت ... لأن أهل الميت قد جاءهم ما يشغلهم .
• أصبحت مجالس العزاء مرتعاً خصباً للقيل و القال و إضاعة الوقت و الكلام و الخوض في الأمور التي لا فائدة منها ، عند كثير من الناس ( إلا من رحم الله ) ، بل بعض الناس أصبح يجلب المادحين إلى مكان العزاء ... إذا كان الجلوس للعزاء لا يصح ... فكيف بهذا الجلوس إذا صاحبته الغيبة و النميمة و الكلام في أعراض الناس و صاحبته بعض المنكرات ؟؟؟
• أصبح العزاء و الحضور للعزاء ... أصبح هذا الأمر ينعقد عليه الولاء و البراء من قبل أهل الميت ... فمن لا يحضر للعزاء و لو كان غيابه لعذر صريح ، وجيه ... لا يعذر ، بل يجد الجفوة و الخصام و الصد و الرفض من أهل الميت ... مع العلم بأن العزاء سنة ، و الهجر و الخصام لا يصح في الشريعة الإسلامية .
• هذه ( بعض ) المظاهر ، و هناك مظاهر أخرى ، و هناك أيضاً الكثير من المخالفات ، و التي تحدث في الغالب من قبل النساء ... سوف نتطرق إليها في فرصة أخرى ، إن شاء الله تعالى .
هذا و بالله التوفيق، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم