الأمل هو ذلك العنصر النادر الذي قاد الشعوب إلى استقلالها وحريتها ورفع
مكانتها وأظهر الأبطال والعلماء والمخترعين ، ليمثلوا أدوارهم البناءة النافعة على مسارح الحياة ،
وهو الذي يمنح فسحة العيش لمن فدحته الخطوب ،
وبرحت به الآلام والهموم ، وتوالت عليه الأحزان ، ورحم الله القائل:
أعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
والأمل هو الذي يبعث في الانسان الرغبة في العمل ، والاندفاع في مضمار
الإبداع ، ويسوقه إلى الجد والاجتهاد حتى يصل إلى ما تصبو إليه نفسه ،
من منزلة رفيعة ومكانة سامية.
ولا شك في أن الأمل يجب أن يكون فيما هو ممكن وعظيم ، أما من يطلب المستحيل ،
وهو يعلل النفس بالحصول عليه ، فهو كالنافخ في الرماد ،
فالأمل الصادق هو الذي ينبغي أن يتعلق به صاحبه ، ويجعله هدفاً له وغاية.
والأمل يدفع الناس إلى العمل النافع الصالح ، فالأم التي ترضع ولدها لبنها ،
بل دمها وحياتها ، إنما تأمل أن ترى هذا الطفل في مستقبل الأيام عوناً لها وذخراً ،
وأن يصون شيخوختها وكرامتها ، وهذه الحقيقة تنطبق على كثير من أعمالنا وميولنا واهوائنا ،
لأنه من المستحيل أن نعثر على شخص لا يسري الأمل في جسمه سريان الدم في العروق .
فليكن أملنا نحن في "منتدى ابتسم" أن نكون كلنا جسداً واحداً ،
كالبنيان المرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .